عمار الجنيدي - تُعد ظاهرة السرقات الأدبية من اخطر الظواهر التي تهدد الحياة الثقافية والفكرية والأدبية بسبب حالة الارتهان للضياع والتشتت التي تتكالب على المؤلف حين يتم السطو على نتاجه الفكري والإبداعي، حيث يتم فيها انتهاب وانتهاك لأفكار وإبداعات الآخرين، فتضيع الحقوق تحت عناوين جاهزة للتبرير مثل: توارد خواطر أو التناص أو غيرها من المبررات الجاهزة الواهية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ليس من السهل اتهام الآخرين بالسرقة.
وبرزت ظاهرة السرقات الأدبية منذ القديم، واتهم شعراء كبار في التاريخ الأدبي بالسرقة، بل ولا يكاد يسلم أي من شعراء الجاهلية من هذا الاتهام، ومنهم من ثبت عليه ذلك ومنهم ما زال البحث جاريا لإدانته أو تبرئة ساحته.
الطريف أن البعض يشرعن السرقات الأدبية بدعوى أنها عملية احترافية يقوم بها الأدباء والكتاب بالتحايل على بعض النصوص فيأخذون الفكرة من النص ثم يُلبِسونه ثوباً أدبيا جديدا تحت طائلة الإبداع، بإعادة صياغة النص ، لتصير العملية أكثر مشروعية بانسجامها مع حرفة الفن والأجناس الأدبية.
ولعل أبرز وأشهر عملية سرقة تم ضبطها كانت لروكس العزيزي الذي اثبت بكل شروط اليقين النقدي المتابع ما اسماه حينها فريسة أبي ماضي التي اثبت فيها سرقة قصيدة الطين - المشهورة - لإيليا أبو ماضي من شاعر بدوي أردني.
والكتاب والمبدعون الأردنيون، ليسوا ببعيدين عن متناول هذه الظاهرة التي صار ضبط وقائعها أسهل بفعل عوامل النشر الرقمي، فمنهم المتهم ومنهم من يتهم، ولنا أن نتخيّل ما هو شعور المبدع الأردني وهو يرى نتاجه الإبداعي والفكري عرضة للسطو والانتهاك، وتعي الذاكرة منهم: جريس سماوي ونبيلة الخطيب وفخري قعوار وراشد عيسى وعلي العامري وإبراهيم العجلوني وسليمان الموسى، وغيرهم .
